زارمجموعة من شباب وشابات هيئة «كلنا الأردن» مقر البلقاء مبنى متحف المشير حابس المجالي أحد مواقع الدائرة الثقافية في امانة عمان الكبرى، فيما تأتي الزيارة بإطار اهتمام المتحف بنشر الثقافة الوطنية والتركيز على رجالات الوطن الكبار الذين قدموا الكثير في سبيل الحفاظ على أمن وأمان الوطن وصناعة مجده.

وتخليداً لذكرى هذه الشخصية الوطنية ومكانتها في المجتمع الأردني كان لا بد من الاحتفاظ بجزء مما خلف وراءه من انجاز وتضحية ومحبة للوطن، ففي قلب عمان حيث كان يقطن حابس المجالي وضمن ارادة ملكية صدرت عام 2014 تم تحويل المنزل الى متحف وطني تابع لامانة عمان وتحت اشراف الديوان الملكي.

والمتحف يقع بالقرب من دوار الداخلية، ويشرف عليه أمانة عمان، ھو محطة للتوقف عند ذكريات الراحل المشير حابس المجالي وبطولاته من خلال سرد لمسيرته العسكرية والمدنية التي تشكل جزءا من مسيرة الجيش العربي والذاكرة الوطنية الأردنية، فيما أخذ التصميم الداخلي بالاعتبار التتبع في عملية عرض المقتنيات بما يحاكي عبر مسار الزائر في المتحف سيرة المشير المجالي من الولادة وحتى رحيله، ويضم المتحف مقتنيات عسكرية وأسلحة استخدمها المشير المجالي في العديد من المواقع التي تقلدها في حياته العسكرية اضافة الى مقتنيات خاصة ومجسمات تمثل مواقع المعارك التي قادها على ثرى فلسطين ضد الجيش الاسرائيلي وتسجلات صوتية بأحاديث مهمة واشعار للمشير المجالي ونياشين عسكرية واليات عسكرية شاركت في حروب الجيش الاردني في الدفاع عن فلسطين.
الشباب خاصة
بدوره نوه مسؤول المتحف مهند المجالي ان المتحف يولي أهمية كبيرة في برامجه وجهوده لفئة الشباب خاصة في الفترة الراهنة التي يقف فيها الوطن خلف جلالة الملك ومواقفه المشرفة تجاه القضية الفلسطينية وحماية القدس الامر الذي يلقي علينا مسؤولية نشر الثقافة الوطنية والتأكيد على معانيها وغرسها في نفوس الجيل الناشيء.

وابدى الشباب والشابات اهتماما وتفاعلا لدى سماعهم الشرح الذي قدمه المجالي حول بيت المشير حابس الذي حولته امانة عمان لمتحف يضم جميع مقتنياته ويروي قصة مرحلة مفصلية وهامة بتاريخ الاردن الحديث لعب فيها المشير حابس الدور الأهم والأبرز، كما أعرب اعضاء الهيئة عن شعورهم بالفخر والاعتزاز خلال الزيارة؛ حيث اشادوا بجهود جميع العاملين والقائمين على خدمة المتحف من خلال فتح ابوابه امام الزوار، واعربوا أيضا عن انبهارهم بشخصية المشير حابس وشجاعته في ادارة معارك العز والكرامة وثباته على مبادئه، والمتحف ينقسم الى ثلاثة اقسام، القسم الاول يمثل الحياة المدنية للمشير حابس، حيث عدد محدود من الممتلكات الشخصية التي تعرض جزء اخر منها للسرقة وتم استرجاع والاحتفاظ ببقية المقتنيات كالتحف وعباءته الخاصة المهداة من احد امراء البحرين،

القسم الثاني وهو قسم الحياة العسكرية الذي يضم مجموعة من الاسلحة القديمة والاجهزة التي استخدمها المشير المجالي في العديد من المواقع التي قادها على ارض فلسطين ضد الجيش الاسرائيلي واللباس العسكري وعلم الكتيبة الرابعة التي كان قائدها، ومجسم للمنطقة الجغرافية التي وقعت فيها المعارك، وفي زاوية اخرى مكتب القيادة للمشير عندما كان قائدا للجيش، اما القسم الثالث من المتحف تم تحديثه لاحياء المكان ومواضبة زيارته عن طريق معرض الافلام الاردني وقاعة عرض لبعض الافلام التي روت حياة المشير حابس، بالاضافة لمكتبة وطنية واقامة معارض للفن التشكيلي والعديد من اللوحات المهداة من فنانين وشخصيات وفعاليات ادبية وشعرية، باطلاق مبادرة «المتاحف مصادر التعلم والمعرفة».

والراحل المشير حابس المجالي الذي ولد في مدينة معان ودرس في مدرسة السلط الثانوية وتخرج فيها، وفي عام 1932 التحق في صفوف القوات المسلحة، وعمل في مختلف التشكيلات، مثل سلاح الفرسان، وفيما بعد مرافقاً للملك عبد الله الأول، وكان الملك المؤسس عينه مساعداً لمدير الأمن العام، وفي عام 1957 عينه الملك الحسين طيب الله ثراه رئيساً لأركان القوات المسلحة برتبة أمير لواء، وكان اول شخصية اردنية تصل لرتبة مشير، عاصر ورافق ملوك «الاردن» من الملك عبداالله الاول، وكان ايضا الوصي على الملك الحسين قبل تسلمه العرش وشغل العديد من المناصب اهمها كان قائد الجيش الاردني في معركة اللطرون وباب الواد، وتدرج في المناصب العسكرية الى أن أصبح القائد العام للقوات المسلحة، وحمل رتبة مشير وهي أعلى رتبة عسكرية في تاريخ الأردن، وشغل المشير حابس المجالي منصب عين في مجلس الاعيان عام 1984 وحافظ على الصبغة والصفة العسكرية اثناء ذلك تقديرا له، وحصل المشير حابس المجالي على عدد من الأوسمة الملكية، كان من أبرزها، وسام النهضة من الدرجة الأولى، وسام النهضة المرصع، وسام الكوكب الأردني، وغيرها من الأوسمة والميداليات العسكرية تقديراً لدوره وإنجازاته في المواقع التي خدم الوطن من خلالها، وظل عضواً في مجلس الأعيان الى أن توفاه الله عام 2001 بعد تاريخ حافل بالإنجازات والمعارك البطولية على أرض القدس الشريف.